روي أنّ عبيد بن الأبرص لقي امرؤ القيس فقال له: كيف معرفتك بالأوابد فقال قل ما شئت فقال عبيد:
ما حبّة ميتة قامت بميتتها ـــــ درداء ما أنبتت سنّا وأضراسا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك الشعيرة تسقى في منابتها ـــــ قد أخرجت بعد طول المكث أكداسا
فقال عبيد:
مالسود والبيض والأسماء واحدة ــــــ لا يستطيع لهنّ النّاس تمساسا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك السحاب إذا الرحمان أرسلها ــــــ روى بها من محول الأرض أيباسا
فقال عبيد:
ما مرتجاة على هول مراكبها ـــــــ يقطعن طول المدى سيرا وإمراسا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك النجوم إذا حانت مطالعها ــــــــ شبّهتها في سواد الليل أقباسا.
فقال عبيد:
مالقاطعات لأرض لا أنيس بها ـــــــ تأتي سراعل وما ترجعن أنكاسا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك الرياح إذا هبّت عواصفها ــــــ كفى بأذيالها للترب كنّاسا.
فقال عبيد:
مالفاجعات جهارا في علانية ـــــــ أشدّ من فيلق مملوءة باسا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك المنايا وما يبقين من أحد ــــــ يفتكن حمقى ولا يتركن أكياسا.
فقال عبيد:
مالسابقات سراع الطير في مهل ـــــ لا تستكين ولو ألجمتها فاسا؟
فقال امؤرؤ القيس:
تلك الجياد عليها القوم قد سبحوا ــــــ كانوا لهنّ غداة الروع أحلاسا.
فقال عبيد:
مالقاطعات لأرض الجوّ في طلق ـــــ قبل الصباح وما يسرين قرطاسا؟
فقال امرؤ القيس.
تلك الأماني يتركن الفتى ملكا ــــــ دون السماء ولم ترفع له راسا.
فقال عبيد :
ما الحاكمون بلا سمع ولا بصر ـــــــ ولا لسان فصيح يعجب النّاسا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك الموازين والرحمان أنزلها ــــــ ربّ البريّة بين النّاس مقياسا.
الأربعاء، 29 ديسمبر 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق