الربو.. أعراضه وطرق السيطرة عليه
الربو Asthma هو التهاب مزمن في الأغشية المخاطية المبطنة للشعب الهوائية، مما يسبب زيادة حساسيتها لأي مهيج، ويؤدي إلى انقباض عضلاتها وضيق الممر الهوائي وحجز كميات كبيرة من الهواء نتيجة لذلك، لكن هذا الضيق قابل للاتساع باستعمال العلاج المناسب أو تلقائياً أحياناً .
في الحالات الخفيفة يمكن أن يعاني الشخص المصاب من نوبات متفرقة من الأزيز Wheezing وضيق النفس، لكن بعض الأشخاص يمكن أن يصابو بعجز وبنوبات مهددة للحياة كل يوم تقريبآ.
ماهي نوبة الربو؟
في الربو تتقلص عضلات القصبات، الأمر الذي يسبب تضيّقها، وفي نفس الوقت، يتم إفراز الكثير من المخاط – الذي يحمي المجاري الهوائية من العدوى- ويؤدي إلى إصابة بطانتها بالإلتهاب، أي أن مقدارآ قليلآ جدآ من الهواء يمكن أن يدخل إلى الرئتين ويخرج منهما. إذا استمرت النوبة فإن استفحال التشنج الشعبي والمخاط يحبس الهواء في الأكياس الهوائية، مما يعيق تبادل الهواء.
نوبات الربو الحادة: يمكن أن تؤدي نوبات الربو الحادة إلى فشل تنفسي وغيبوبة Coma ، حيث يموت كل سنة آلاف الأشخاص في العالم من جراء نوبات الربو. معظم هذه الوفيات يمكن تفاديها إذا تم تحديد شدة النوبة وعُولجت كما يجب.
أعراضهــا: - أزيز مكتوم: لأن التنفس يكون ضحلآ جدآ. – انقطاع حاد في النفس. – ازرقاق الشفاه وأصابع اليدين والقدمين بسبب قلة الأكسجين. – جلد شاحب ورطب. – إنهاك وتشوش.
ما هو الأزيز وكيف يحدث؟
الأزيز صوت يحدث عندما يمر الهواء في مجاري التنفس التي تضيقت بفعل الانتفاخ والمخاط والتشنج الشعبي. يمكن أن يحدث فجأة ويكون إشارة إلى صعوبة في التنفس. إذا تطورت حدة النوبة قد يختفي الأزيز، غيابه هو إشارة إلى أن الهواء لا يتحرك داخل أو خارج الرئتين، وهذه حالة خطيرة للغاية، سيعود الأزيز مع تحسن النوبة، ويختفي في النهاية تماماً.
علامات وأعراض الربو:
- أزيز وسعال يسوء غالبآ في الليل وفي ساعات الصباح الأولى وبعد ممارسة الرياضة.
- صوت صفير مع أخذ النفس.
- ضيق تنفس.
- ألم أو شعور بالضغط (الانقباض) على الصدر.
- صعوبة الزفير.
- شعور بالخوف والقلق.
تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، وقد تكون مخفية لدى بعض الأشخاص وتظهر في حالات معينة، أو تكون ملازمة للشخص طوال الوقت، أو لا تظهر إلا مع الإصابة بالبرد والزكام.
يمكن أن ينشأ الربو في أي عمر، لكنه يحدث بشكل عام في سن الطفولة أولآ، ومعظم البالغين الذين يعانون من الربو هم في الواقع مصابون به منذ الصغر، ومع ذلك يمكن أن يبدأ الربو في سن البلوغ. وأيضاً الأشخاص الذين يمتلكون تاريخاً لظهور المرض عند أفراده تكون لديهم قابلية أكبر في الإصابة.
غالبآ ما تظهر الأكزيما أو حمى الكلأ على الأطفال المصابين بالربو الأرجي Allergic Asthma
محرضات (مهيجات) الربو:
- عدوى الجهاز التنفسي العلوي : مثل حالات الزكام والإنفلونزا.
- عدوى الجهاز التنفسي السفلي: مثل الإلتهاب الرئوي وإلتهاب القصبات.
- الحساسية: تشمل العطور، عثّ الغبار، الغبار المنزلي، غبار الطلع، وَبَر ولعاب الحيوانات المغطاه بالفرو كالقطط والكلاب.
- التعرض للهواء البارد.
- الرطوبة والعفن.
- القلق والكرب والتوتر والإجهاد والخوف.
- تلوث الهواء وزيادة الرطوبة.
- دخان السجائر.
- في بعض الحالات النادرة تُثير بعض الأطعمة كالحليب واليض والمكسرات والقمح، نوبة الربو.
- معظم الأشخاص المصابين بالربو حسّاسون للأسبرين، حيث يؤدي تناول بعض الأقراص إلى إطلاق نوبة الربو.
إجراءات تشخيص الربو:
- ليس من السهل دائمآ على الأطباء تشخيص الحالة، والدليل الوحيد على أن طفلآ يمكن أن يكون مصابآ بالربو هو السعال الذي يصيبه ليلآ أو تحوّل تنفسه إلى أزيز أثناء أو بعد نشاط يمارسه.
- إذا اشتبه الطبيب أنك مصاب بالربو، قد يحيلك إلى المستشفى لإجراء المزيد من الفحوصات.
علاج الربو:
حتى وقتنا هذا لايوجد علاج شاف للربو، ومع ذلك يمكن تدبير أمره جيدآ من خلال المعالجة بالعقاقير وتجنّب المحرضات، ومعظم الأشخاص المصابين به يعيشون حياة طبيعية.
أما على صعيد الأطفال فهناك حالات كثيرة تتحسن مع مرور الوقت ويختفي العديد منها عند بلوغ سن العشرين.
تؤخذ جميع أدوية الربو تقريبآ بالاستنشاق على شكل بخار يدخل مباشرة إلى الرئتين ويقوم بعمله بشكل فوري.
قد توصف الستيرويدات القشرية أيضآ على شكل أقراص لتفريج النوبات الحادة عادة أو للأشخاص الذين يعانون من ربو حاد طويل الأمد.
وقد يستخدم جهاز المِفساح Spacer Device لمساعدة الرئتين على التقاط البخار وبشكل أكثر فعالية. وهناك نوعان رئيسيان من المناشق Inhalers وهي منائق تخفف من نوبات الربو، وأخرى تمنع حصول نوبات أخرى.
1- المناشق المفرّجة: ولونها أزرق، تحتوي على أدوية تسمّى موسّعات القصبات، ويُرخّي هذا النوع المسالك الهوائية ويوسّعها ويؤومن الراحة لفترة قصيرة.
2- المناشق الواقية: ولونها بني، تحتوي على جرعة منخفضة من الستيرويد القشري Corticosteroid وتستخدم مرتين في اليوم بشكل منتظم، ولها تأثير واق على الرئتين لتخفيف الإلتهاب والتقليل من إفراز المخاط.
مـلاحـظـــة: إذا شعرت بأن جميع الأدوية أو المناشق لا توفر لك الراحة فحاول أن تبقى هادئآ واطلب سيارة الإسعاف، وإجلس منتصبآ في الوضعية المريحة لك، دون أن تستلقي، وحاول أن تبطيء في تنفسك إن أمكن، حتى وصول المساعدة الطبية.
طرق التعايش مع الربو والسيطرة عليه:
- إحمل دواءك معك أينما كنت، لمواجهة أي نوبة طارئة.
- تجنب العوامل المحرضة المذكورة سابقآ.
- من الأفكار الجيدة للتعايش مع الربو هو ممارسة الرياضة بانتظام كونها تُحسّن سعة الرئتين وتجعل التنفس أسهل، وتعتبر السباحة بشكل خاص تمريناً مفيداً للأشخاص المصابين بالربو بسبب البيئة الرطبة، مع أن كل الرياضات ممكنة من الناحية النظرية. يجب دائماً تناول العلاج قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية.
- حاول ممارسة تقنيات الاسترخاء أو اليوغا لضبط مستويات الكري والتوتر والتقليل ما أمكن من خطر حدوث النوبة.
- معرفة ما يلزم عمله في حالة ازدياد نوبة الربو.
- ابتعد عن التدخين والأماكن التي ينبعث فيها الدخان.
- امسح الغبار بقطعة قماش مبللة أثناء التنظيف.
- تجنب الإفراط في المشاعر السلبية أو الإبجابية.
إن اتباع هذه الإرشادات البسيطة – حتى لو لم يكن بالإمكان تجنب جميع المسببات المذكورة سابقاً -وتناول العلاج بانتظام يمنع حدوث نوبات الربو.